عدم الرغبة في تناول الطعام مشكلة أكبر مما نتصور
من الحقائق المقبولة عالمياً أن الطفل يصبح صعباً عندما يتعلق الأمر بتناول ما يكفي من الطعام أو تناول الطعام الصحي أو حتى الاهتمام بتناول وجباته. إذا كان هذا هو حال طفلكِ أيضاً لا تقلقي؛ فهذا أمر شائع جداً وهناك نحو 25 % من الأطفال ذوي النمو الطبيعي في جميع أنحاء العالم يعانون من مشاكل في التغذية.
ولا تقتصر أسباب ذلك دائماً على عنادهم. فوفقاً للعديد من الدراسات، يمكن إرجاع مشاكل التغذية إلى سبب من الأسباب الثلاث التالية:
نقص الشهية: عندما يقول الطفل إنني شبعت وهو بالكاد تناول شيئاً من طعامه:
- يمكن أن يحدث هذا بسبب سهولة إشباع شهيته، أو بسبب عدم اهتمامه بوقت تناول الطعام، مما يؤدي إلى تشتيته بسهولة.
- إذا كان الطفل يعاني من المرض على نحو منتظم في الماضي، فمن الأرجح أن يظهر نقص الشهية عند تقديم الطعام المرتبط بالأوقات التي كان فيها مريضاً. مما يجعل الأمر يبدو وكأن تلك الأطباق المحددة تجعله يشعر بالغثيان. الحقيقة هي أن الذكريات المرتبطة بأنواع الأطعمة هذه هي ما يجعله يشعر بالغثيان.
يقلد الأطفال الصغار ردود الفعل والاهتمام الذي يحصلون عليه من الشخص الذي يهتم بهم. لذلك، هناك احتمال بأن عدم اهتمامهم بالأكل قد يكون نابعاً من قلة اهتمامك بهم أثناء تناول الطعام.
الانتقائية في اختيار الطعام: عندما يكون من الصعب إرضاء الأطفال بالطعام الذي يتناولونه:
- تكمن المشكلة في بعض الأحيان في الطعم، وأحيان أخرى في الرائحة، أو شكل الطبق، أو حتى في المكونات المستخدمة لإعداد الأطباق. ليس طفلكِ وحده الذي يتسم بهذا، فانتقاء الطعام هو سلوك منتشر بين ملايين الأطفال في العالم.
الخوف من تناول الطعام: عادة ما يبدي الطفل مقاومة لفكرة تناول الطعام نفسها وليس لأنواع معينة من الطعام.
- هل يبكي طفلكِ في كل مرة تقدمين له طبقاً من الطعام؟ أم أنه يبدو عدوانياً بشكل غير معتاد عندما يتعلق الأمر بمقاومة تناول الطعام؟ ربما يكون السبب أعمق من القول الشائع "كل الأطفال هكذا". حاولي أن تتذكري: هل مر الطفل بتجربة سلبية أثناء تناول وجبة في الماضي؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون الارتباط بهذه الحادثة أدى إلى كره الطفل لفكرة تناول الطعام بحد ذاتها.
لا شك أن مشاكل التغذية تسبب لك الكثير من المشاكل. وعندما يتعلق الأمر بطفلكِ، ربما يؤدي هذا السلوك إلى ضعف النمو نتيجة لنقص التغذية.
قد لا تكون المخاطر الصحية المحتملة واضحة للعيان، ولكن مع تقدم الأطفال في العمر، تصبح هذه المخاطر أكثر وضوحاً.
تعثر النمو: إعاقة نمو الطفل حيث يتسم بقصر القامة وسوء حالة العظام.
الوزن: يمكن أن تبدأ المشاكل المتعلقة بالوزن بنقص في الزيادة المطلوبة في الوزن، وفي النهاية يزيد خطر الإصابة بالسمنة بسبب عجز جسم الطفل عن استخدام ما يتناوله من طعام.
المناعة: قلة تناول الطعام تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض خطيرة. وفي تلك السن الصغيرة، حتى الحمى الشديدة يمكن أن تتحول إلى شيء أكبر خطراً.
القدرات المعرفية: إن التأثير الأكبر لسوء التغذية، والذي لا يظهر إلا في مرحلة لاحقة، هو ضعف وظائف الدماغ مما يؤدي إلى صعوبة في تعلم الأشياء التي لا ينبغي أن يواجه الأطفال في تلك السن أي مشاكل في استيعابها.